بقلم الرحماني مدينة مدنين.. وعوائق الانتقال الديمقراطي !! - 13 من أبريل 2013

ينظم المعهد العربي لحقوق الإنسان التعاون مع جمعية "يقظة " ورشة حول الانتقال الديمقراطي، والأكيد أنها ستكون مفيدة بالنظر إلى حجم الضيوف ( أم زياد، كلثوم كنو ..)
والأكيد أننا سنستمع إلى تشخيص لعوائق الانتقال الديمقراطي ما تعلق منها بالجوانب السياسية والاقتصادية والقانونية. ولكن لن نستمع إلى أسباب أخرى ربما هي من خصوصيات مدينة مدنين، أسباب غير تقليدية قد يكون تأثيرها أعمق حتى من السياسة، وأنا هنا مشير لبعض منها:

1/ المناخ:
مناخنا شبه الصحراوي الجاف وفصل الحرارة - و ليس الصيف - الذي ينطلق مبكرا يساهمان في توتير المزاج العام ومضاعفة التشنج والزيادة من الضغوط وتسريع الدورة الدموية وتدفق الدماء إلى أعلى الرأس، وهذا كله لا يسمح بنقاش هادئ ويمنع الحوار البناء والتواصل الفعال بين الأفراد والمجموعات، بل يكون سببا في كثرة الصراع وتفشي المعارك وتعميق المواجهات الدموية في كثير من الأحيان !!

2/ مثال التهيئة العمراني:
مدنين مدينة عشوائية سيئة التخطيط، هي عبارة عن معبر، امتدادها في شكل نجمة، وانتشارها على طول الطرق التي تمر منها !!
ربما دورها التاريخي - باعتبارها كانت سوقا - قد فرض عليها ذلك! ولكن مثالها العمراني اليوم هو من عوائق الانتقال الديمقراطي!
إذ لا تجد فيها ساحات عامة ولا فضاءات كافية ولا حدائق عمومية يمكن أن يلتقي فيها الناس ليتداولوا في شؤونهم أوتسمح بعقد الاجتماعات والقيام بأنشطة لفائدة العموم، بل يمتنع التواصل أحيانا بين سكان الطرق المختلفة لأن مدنين تفتقر إلى ما يعرف في أغلب المدن بـ"وسط المدينة " الذي يمثل القلب النابض لكل مدينة عصرية!

... ومع ذلك نحبها ويحبها زائروها، ولأننا نحبها نقول عنها ذلك وأكثر.

خاص بالمدنينية الاخبارية

مدنين في 13/04/2013

المجلة الالكترونية المدنينية الاخبارية