تتداول مواقع وصفحات كثيرة خبر التقرير الصحّي الذي يؤكد أن " الكفتاجي " قد يسبّب عجزا جنسيا ..!!
يبدو الخبر غريبا ومثيرا ولكنّه مدروس أيضا وبعناية فائقة, فمن يقف وراء هذه الدعاية يريد أن يضرب التونسيين في مقتل ويشكّك في " فحولتهم " ورجولتهم, بل يريد أن ينبّههم إلى حالة " الخصاء الجماعي" التي يعيشونها بسبب إدمان التونسي المعروف على أكلتين شهيرتين هما " الكفتاجي " و " اللّبلابي "..
في الواقع هذا التقرير خطير لأنّ هذه الأكلة مرتبطة بـ" الزواولة " وضعاف الحال مما يعني أنهم مهدّدون قبل غيرهم بالعجز الجنسي المزعوم والخصاء الجماعي.
وبالعودة إلى مكوّنات هذه الأكلة الشعبية واسعة الانتشار سنجد أنّ تلك المكونات لا تشكل خطرا على الفحولة والرجولة, فـ"الكفتاجي " كما هو معلوم خليط من الباطاطا و"القرع" والطماطم والفلفل والبيض والتوابل والزّيت وليس في كلّ هذه الأشياء ما يهدّد السلامة الجنسية أو صحة الإنسان؟؟
هنالك احتمالان : - أولهما يذكّرنا بعهد قديم كان يطلع فيه علينا ما يسمى وقتها "الدكتور حكيم " في الإذاعة ليحذّرنا أو يرغبنا حسب التوازنات في السوق من مواد استهلاكية معينة, فإذا نقص البيض مثلا قال الدكتور حكيم: إن البيض مضرّ فاجتنبوه , وإذا تزايد العرض قال : البيض مفيد , استهلكوه , استهلكوه..
- وثانيهما هو احتمال دخول شركات استهلاكية عالمية للسوق التونسية ترى في هذه الأكلات الشعبية خطرا عليها فلا بدّ من إبعاد الناس عنها. وهذا احتمال صائب إذا علمنا أن " ماكدونالد" دخلت على الخط وهي بحاجة لأن يغيّر التونسيون عاداتهم الغذائية فيستبدلوا " الكفتاجي" و" اللّبلابي" بالهمبرغر مثلا. ويذكر أن هذه الشركات كانت حتى وقت قريب ممنوعة من الانتصاب في تونس لما تمثله من خطر على المنتوج التونسي وعلى الاقتصاد الوطني .
ومهما يكن مبرّر هذا الكلام الذي لا علاقة له بالصحّة حسب رأيي, فليس لنا إلاّ أن نردّد مع أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام كلامهما عن الفول واللّحمة:
" ما رأي جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول ..أحنا سيبونا نموت باللحمة وأنتو تعيشوا وتاكلوا الفول ..مارأيك ياكابتن محسن مش بالذمة كلام معقول ؟؟!