المجلة الالكترونية المدنينية الاخبارية

استقر في أذهاننا - كما في أذهان سائر أطفال المدارس - جبل الشعانبي كأعلى قمة جبلية في تونس، قمة نفاخر بها قمما عالمية أخرى.

هذه الصورة تتلاشى اليوم ليصبح هذا الجبل مخيفا مريعا يستحوذ على أسرار وألغاز : إرهاب، ألغام ، مواجهات، تفجيرات ، ضحايا ، عسكر...

صورة مختلفة لا نعرفها عن الشعانبي في تاريخنا فحتى المعارضة -من مراد الثالث إلى علي بن غذاهم - كما أخبرنا ابن أبي الضياف في حديثه عن ملوك تونس كانت تعتصم بجبال "وسلات" ولم نسمع بهم يلجؤون إلى الشعانبي.

اليوم البعض الذين لا نعرف حقيقتهم يريدون للشعانبي أن يلعب دورا خطيرا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ تونس، وهو دور مفتوح على كل الاحتمالات أسوؤها العصف بالسلم الأهلي والقضاء على أحلامنا في الثورة والديمقراطية...

المؤسف أن الشعانبي سيخرج من درس الجغرافيا الجميل إلى درس السياسة البغيض .....

بقلم فتحي الرحماني