المجلة الالكترونية المدنينية الاخبارية

كما هو معروف فإن لعبة " البازل " تتكون من قطع كثيرة وعلى اللاعب أن يقوم بتركيبها مستعينا بصورة مرجعية, هذه اللعبة تنطبق على المشهد السياسي في تونس اليوم فهو مكون من أحزاب وجمعيات ومنظمات وشخصيات عامة ولكنها أشبه بأجزاء متناثرة لا تكون مشهدا متكاملا... 
فبعد عامين من الثورة لم ينجح الفرقاء في التوافق على مشروع وطني قادر على تجميع التونسيين وتوحيدهم, فهل يعود السبب إلى غياب الصورة المرجعية في هذه اللعبة السياسية؟
رغم الشرعية الانتخابية فإن الحوار الوطني الحقيقي غائب أو يكاد, وليس هنالك تحديد واضح للأولويات, صحيح أن الدستور سيحسم الكثير من المسائل وسيخرجها من دائرة التجاذب والصراع وستدخل باب المشترك ( الهوية,النظام السياسي,الحقوق والحريات ...)
ولكن هذا الجهد التشريعي يحتاج إلى إسناد حقيقي بتوافقات سياسية واجتماعية واقتصادية قادرة على تحقيق أهداف الثورة وتأمين الانتقال الديمقراطي: فمن غير المقبول بعد الثورة أن يظل في تونس جائع أو فقير أو عاطل؟؟؟
وأعتقد أن تحصين الثورة لا يمكن أن يكون بمجرد القوانين- فنظام بن علي أحاط نفسه بترسانة رهيبة من القوانين لكنها لم تنجح في تحصينه - تحصين الثورة يكون بتحقيق أهدافها وشعاراتها ومطالبها في الشغل والحرية والكرامة والتنمية الجهوية والمحلية المتوازنة و العادلة ومحاربة الفساد ومنع قيام استبداد جديد, كما أن تأمين المسار الديمقراطي لا يكون بالدستور فحسب ولكن بمشروع وطني يساهم الجميع في بنائه... وقتها فقط يكون للأجزاء في لعبة " البازل" معنى لأنها تطابق الصورة المرجعية التي نهتدي 
فبعد عامين من الثورة لم ينجح الفرقاء في التوافق على مشروع وطني قادر على تجميع التونسيين وتوحيدهم, فهل يعود السبب إلى غياب الصورة المرجعية في هذه اللعبة السياسية؟
رغم الشرعية الانتخابية فإن الحوار الوطني الحقيقي غائب أو يكاد, وليس هنالك تحديد واضح للأولويات, صحيح أن الدستور سيحسم الكثير من المسائل وسيخرجها من دائرة التجاذب والصراع وستدخل باب المشترك ( الهوية,النظام السياسي,الحقوق والحريات ...)
ولكن هذا الجهد التشريعي يحتاج إلى إسناد حقيقي بتوافقات سياسية واجتماعية واقتصادية قادرة على تحقيق أهداف الثورة وتأمين الانتقال الديمقراطي: فمن غير المقبول بعد الثورة أن يظل في تونس جائع أو فقير أو عاطل؟؟؟
وأعتقد أن تحصين الثورة لا يمكن أن يكون بمجرد القوانين- فنظام بن علي أحاط نفسه بترسانة رهيبة من القوانين لكنها لم تنجح في تحصينه - تحصين الثورة يكون بتحقيق أهدافها وشعاراتها ومطالبها في الشغل والحرية والكرامة والتنمية الجهوية والمحلية المتوازنة و العادلة ومحاربة الفساد ومنع قيام استبداد جديد, كما أن تأمين المسار الديمقراطي لا يكون بالدستور فحسب ولكن بمشروع وطني يساهم الجميع في بنائه... وقتها فقط يكون للأجزاء في لعبة " البازل" معنى لأنها تطابق الصورة المرجعية التي نهتدي 
بها ونريد بلوغها !!!



بقلم فتحي الرحماني 

خاص بالمدنينية الأخبارية