المجلة الالكترونية المدنينية الاخبارية

المدنينية الاخبارية في 07/02/2013– مدنين

كانت لحادثة إغتيال شكري بالعيد المعارض السياسي بدرجة أولى و الأمين العام لحزب الديمقراطيين الوحدويين ,الوقع القوي و الصدمة الحقيقية لدى مختلف التيارات السياسية , و الفكرية في تونس ما بعد الثورة .و هي حادثة لم يكن لها وجود بل و لا أساس تعود إليه, في تاريخ تونس الحديث إلا حين مقتل الزعيم النقابي فرحات حشاد من طرف اليد الحمراء التي قتلته لكنها لم تمحي بأن تاريخه نضالي, و الصورة قريبة اليوم في ذهن العديد فشكري بالعيد عرف بشجاعتة محاميا و مدافعا صلبا أمام المتجبرين, المتكبرين قاتلي الفكر . فرغم أن الزمن السياسي الغابر عرف بالقمع و الإستبداد ومعه تحولت تونس لمسلخا للأفكار و الرؤى التحررية . اليوم و بعد تعدد حوادث الإعتداءات على الإجتماعات الحزبية في عدد من جهات البلاد في أشهر تلت وصول أحزاب الترويكا إلى سدة الحكم . كانت التصفية الجسدية لعراة الفكر و حفاة الهوية لأحد أبرز المناضلين من الذين كانوا شوكة أمام تصرفات الطبقة الحاكمة في البلاد اليوم و الأمس , فالرجل قبل أن يكون لسان حال و لسان دفاع الذين ظلمهم العهر السياسي و الجبن السلطوي , رجل شرس دافع على قيم التحرر من الإنعتاق و التقوقع من الذين يريدون "الفتح الجديد" .

شكري بالعيد , فقيد الكلمة الحرة لا شك . رجل وقف ضد الطغيان و الإستبداد و الإنفراد, لا يهم إنتمائه الإيديولوجي و لونه السياسي و لكن ما يهم لماذا في هذا الوقت ؟ ثم من يقف وراء العملية؟ و من المستفيد؟ . لماذا شكري بالعيد الذي سخر من وقته و من جهده لخدمة قضايا إنسانية بلا شك . اليوم و بعد أن حذر الفقيد مرارا من تعدد الإعتداءات في لقاءات حزبية و حوارات إذاعية هاهو يكون اليوم أول لقمة إغتيال سياسي في تونس و معه نخشى أن نسقط جميعا و فعليا من حسابات التاريخ . نلاحظ و نمضي .

محمد الصهال